أصدر إليجا قرار بعد مهاجمة هؤلاء السود بالرد عليهم ، كي لا يقعون في فخ التفرقة بين السود أنفسهم وتشويه صورتهم . وبدأت الإذاعات وشبكات التلفزة باستضافته مالكوم الذي لا يترك الميكرفون حتى يقول كل ما عنده .
تعيين مالكوم متحدثا لرسميا للجماعة :
ساءت صحة إليجا محمد فعين مالكوم متحدثا رسميا بدلا عنه وقال : " إنني أريدك أن تصبح مشهوراً يا أخ مالكوم لأن شهرتك من شانها أن تعرف الناس بي ولكن عليك أن تعلم أن ذلك سيجر عليك الأحقاد لأن الناس تغار عادة من الشخصيات المشهورة " .
وبهذا التعين أصبح مالكوم محل تسليط الضوء وبات مشهورا كما تنبئ له إليجا محمد ، وظل الحال على ما هو عليه من قبل ، يتحدث مالكوم دوما باسم إلايجا محمد ويعمل ليل ونهار من أجل خدمة أمة الإسلام ، فتوسع وبدأ بالخطب في الجامعات والمساجد المختلفة التي كان مالكوم يحرص على افتتاحها ، وسخر مالكوم صحته وفكره من أجل دعوة الناس للانفصال عن البيض والشعور بأن أمة الإسلام والإسلام هم الملاذ من هذا الظلم وهذه العنصرية ، وكان يجتهد في اختراع الردود التي تحرج المتحدث معه بل وتسكته في أوقات كثرة .
ولكن لعل العنصرية الزائدة أثرت بشدة في تعامل مالكوم مع البيض فلم يكن يتقبل الحق منهم لأنهم بالمختصر بيض وهو لا يستجيب للبيض ، ومن القصص أن مالكوم خطب في أحد الجامعات فلحقته فتاة شقراء وقالت له : ألا تعتقد أن هناك بيضا طيبين ؟ فرد مالكوم : إنني يا آنستي أحكم على الناس من أفعالهم لا من عقولهم . فسألت الفتاة : ماذا يمكنني أن
أفعل ؟ فأجاب مالكوم : لا شيء !! فانفجرت الفتاة بالبكاء .
فضيحة المدعو أليجا محمد وخروج مالكوم من الجماعة :
ولأن الله يكشف الحق ولو بعد حين فقد فضح الدجال المدعو أليجا محمد أمام مالكوم إكس وأتضح أنه ليس نبيا مرسلا فهو يضاجع القاصرات وينجب منهن الأولاد ومن هنا كانت بداية النهاية مع هذه الجماعة التي بلا شك كانت مؤثرة على الساحة ، وقد كان أخر عهد مالكوم بهم كمتحدث رسمي بعد وفاة الرئيس الأمريكي الراحل كيندي حين سخر مالكوم من وفاة كيندي ووصفه بألفاظ لا تليق فعلى هذا قررت الجماعة تنحيته جانبا .
مالكوم والحج :
بعده عن الجماعة أوجد لديه وقت فراغ يتفكر من خلاله في الدين الذي ينتمي إليه لذلك قرر أداء فريضة الحج بعد أن استلف المال من إحدى أخواته ، وذلك كان في ابريل سنة 1964م وقد رحب به الملك فيصل رحمه الله واستقبله خير استقبال .
في مكة اكتشف مالكوم لأول مرة أن هذا الدين الذي يتبعه يقيم شعيرة يومية أسمها الصلاة وكذلك له كتاب مقدس اسمه القرآن ، وأبرز ما لفت انتباه مالكوم في حجته تلك أن هذا الدين يدخل فيه الأبيض والأسود ولا توجد هناك تفرقة بينهما بل جلس مالكوم على مائدة واحدة تجمعه بالأبيض ذو الشعر الناعم والعيون الملونة ، كانت كل هذه الرسائل سببا في تغيير نظرته لدين ومن ثم بلورة فكرته لدعوة نبذ العنصرية وأن هذا الدين القيم لا يدعو لرفض أحد ولكنه يدعو للمساواة والعدل بين الجميع .
عودة مالكوم وتصحيح المنهج :
عاد مالكوم مرة أخرى إلى بلاده وقد أطلق لحيته وغير اسمه إلى الحاج الشباز وبداء في طرح تصوره الجديد حيال فكرة رفع الظلم والعنصرية عن المجتمع وذلك بأنه لم يعد هنالك شيطان أبيض فالكل سواسية تحت مظلة العدل .. فهذا ما تعمله من دينه الجديد دين الإسلام الصحيح وليس دين جماعة أمة الإسلام وأليجا محمد .
هذه التصريحات والتحركات المكوكية التي قام بها مالكوم حيث زار كل من (مصر ولبنان ونيجريا وغانا ) . كل هذه الأمور كانت كفيلة بأن تجمع حوله أصوات معدلة من البيض تطالب برفع العنصرية والاستعباد عن الأمريكيين السود ، وفي الطرف المقابل ظهر لمالكوم أعداء سعوا بالتواطؤ مع الاستخبارات إلى تصفيته وإطفاء شمعته التي بدأت تنير بصيرة الكثيرين فقاموا أولا بحرق منزله والتعرض له ولأسرته بالمضايقات والتحرش حتى انتهى الأمر بأن قتلوه سنة 1965م في حفل حاشد في الهارلم عن عمر يناهز التاسعة والثلاثون .